ليتنا نخجل من الكراهية.. كما نخجل من الحب !!
بقلم : لميس ضيف
من مهازل الشخصية الشرقية ، ونخص الخليجية بالذكر، إننا كأفراد وجماعات نخجل من الحب.. ولا نخجل من الكراهية !! نعتبر الحب أمراً معيباً ، نستره عن الخلائق وندفن سيرته بالعموميات ونرى في التعبير العلني عنه نقيصة.. فيما نجاهر بالأحقاد والعداءات دونما خجل !!
نعبر عن مشاعرنا السلبية بكل أريحية وانسياب.. فإن ما جاء الدور للتعبير عن المشاعر الدافئة الحميمة تلعثمنا ، وتناثرت الكلمات وانفرطت كحبات السبحة وتلاشت كزبد البحر..!!
لاحظوا كم يستبسل الناس في لحظات الغضب والانفعال في جرح الآخر وقصفه بالكلمات القاذعة وجلده وتقريعه - وإن كان صديقاً أو قريباً- فإن ما دقت ساعة التعبير عن الود والعاطفة ابتسر المرء عباراته واختصرها لأقصاها وكأنها تكلفه مالاً أو كأنها يخشى عليها أن تنفذ..!!
مفارقة أخرى تستحق التأمل:
في قاموس اللغة اللاتينية هناك كلمة واحدة تعبر عن الحب: « love» مع عدد محدود من الكلمات التي تخدم معاني مقرونةً عادة بالافتتان والإعجاب. ورغم شح التعبيرات إلا أنك تجدهم في الغرب يستخدمون الكلمة أعلاه لأقصاها: يستخدمونها يومياً مع أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم وأحبائهم بكل تلقائية وأريحية، يستخدمونها لتوديع بعضهم بعد المكالمات الهاتفية، ولتلطيف الأحاديث المتوترة والنقاشات المحمومة.. أما نحنُ ، ورغم أن القاموس العربي يتمتع بثراءٍ قلّ نظيره في تعبيرات الحب « فهناك الولع والغرام والتيه والعشق والهيام وكلمات لا تحصى يمكن للمتيم أن يسخرها للتعبير عن عواطفه» رغم وجود هذا الرصيد اللغوي الدافق – نقول- إلا أننا نقنن استخدام تلك الكلمات؛ ونرى أن مكانها الروايات الخالدة والقصائد المجنحة.. لا غير.
المشاعر هي أجمل ما في الحياة.. وكبتها ليس بتعبير عن الصرامة والرجولة والهيبة كما يتوهم البعض.. ولو كان كذلك؛ لما عبر الأولون من أنبياء وصحابة ورجال تاريخ ودولة عن مشاعرهم تجاه نسائهم بالقول والفعل.. ويقال: إن أبانا آدم لما نزل من الجنة نزل بالهند وحواء بشبه الجزيرة.. وقيل: إن آدم ظل يبحث عن حواء حتى التقيا عند جبل عرفات ولاحظوا هنا كم تجشم من العناء في بحثه عنها. سيدنا إبراهيم ظل وفياً 80 عاماً لزوجته سارة رغم أنها لا تنجب. وعندما تزوج السيدة هاجر بناء على رغبتها وغارت وطالبته بالعودة إمتثل لرغبتها. حب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لزوجته.. حب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لزوجته السيدة خديجة ومن بعدها عائشة..
قصص عديدة تثبت بأن الحب ما كان يوماً أمراً يخجل منه « ولا بمنكر في الشريعة ولا بمحظور في الديانة إذ القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء» كما يقول ابن حزم.. ولكن ما عسانا نقول في مفاهيمنا المشوشة وقيمنا المعوجة التي تزداد شذوذاً يوماً بعد آخر !!
مما رااق لي
بقلم : لميس ضيف
من مهازل الشخصية الشرقية ، ونخص الخليجية بالذكر، إننا كأفراد وجماعات نخجل من الحب.. ولا نخجل من الكراهية !! نعتبر الحب أمراً معيباً ، نستره عن الخلائق وندفن سيرته بالعموميات ونرى في التعبير العلني عنه نقيصة.. فيما نجاهر بالأحقاد والعداءات دونما خجل !!
نعبر عن مشاعرنا السلبية بكل أريحية وانسياب.. فإن ما جاء الدور للتعبير عن المشاعر الدافئة الحميمة تلعثمنا ، وتناثرت الكلمات وانفرطت كحبات السبحة وتلاشت كزبد البحر..!!
لاحظوا كم يستبسل الناس في لحظات الغضب والانفعال في جرح الآخر وقصفه بالكلمات القاذعة وجلده وتقريعه - وإن كان صديقاً أو قريباً- فإن ما دقت ساعة التعبير عن الود والعاطفة ابتسر المرء عباراته واختصرها لأقصاها وكأنها تكلفه مالاً أو كأنها يخشى عليها أن تنفذ..!!
مفارقة أخرى تستحق التأمل:
في قاموس اللغة اللاتينية هناك كلمة واحدة تعبر عن الحب: « love» مع عدد محدود من الكلمات التي تخدم معاني مقرونةً عادة بالافتتان والإعجاب. ورغم شح التعبيرات إلا أنك تجدهم في الغرب يستخدمون الكلمة أعلاه لأقصاها: يستخدمونها يومياً مع أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم وأحبائهم بكل تلقائية وأريحية، يستخدمونها لتوديع بعضهم بعد المكالمات الهاتفية، ولتلطيف الأحاديث المتوترة والنقاشات المحمومة.. أما نحنُ ، ورغم أن القاموس العربي يتمتع بثراءٍ قلّ نظيره في تعبيرات الحب « فهناك الولع والغرام والتيه والعشق والهيام وكلمات لا تحصى يمكن للمتيم أن يسخرها للتعبير عن عواطفه» رغم وجود هذا الرصيد اللغوي الدافق – نقول- إلا أننا نقنن استخدام تلك الكلمات؛ ونرى أن مكانها الروايات الخالدة والقصائد المجنحة.. لا غير.
المشاعر هي أجمل ما في الحياة.. وكبتها ليس بتعبير عن الصرامة والرجولة والهيبة كما يتوهم البعض.. ولو كان كذلك؛ لما عبر الأولون من أنبياء وصحابة ورجال تاريخ ودولة عن مشاعرهم تجاه نسائهم بالقول والفعل.. ويقال: إن أبانا آدم لما نزل من الجنة نزل بالهند وحواء بشبه الجزيرة.. وقيل: إن آدم ظل يبحث عن حواء حتى التقيا عند جبل عرفات ولاحظوا هنا كم تجشم من العناء في بحثه عنها. سيدنا إبراهيم ظل وفياً 80 عاماً لزوجته سارة رغم أنها لا تنجب. وعندما تزوج السيدة هاجر بناء على رغبتها وغارت وطالبته بالعودة إمتثل لرغبتها. حب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لزوجته.. حب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لزوجته السيدة خديجة ومن بعدها عائشة..
قصص عديدة تثبت بأن الحب ما كان يوماً أمراً يخجل منه « ولا بمنكر في الشريعة ولا بمحظور في الديانة إذ القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء» كما يقول ابن حزم.. ولكن ما عسانا نقول في مفاهيمنا المشوشة وقيمنا المعوجة التي تزداد شذوذاً يوماً بعد آخر !!
مما رااق لي